يعتبر تطوير وسائل الإعلام من أهمّ التحديات التي عرفتها البلدان العربية منذ اندلاع الانتفاضات العربيّة. وإن كان هناك دافع قويّ من طرف الفاعلين المحليين نحو الإصلاح والتطوير الإعلامي ببعض البلدان العربيّة، كان الأمر شبه مستحيلا في بلدان عربيّة أخرى بسبب “الاستهداف الممنهج ضدّ الإعلاميين من قبل جهات حكوميّة وغير حكومية على حدّ سواء”. وهذا ما أكدته دراسة أخيرة لعائدة القيسي عنوانها “تطوير وسائل الإعلام في منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط: التحديات، الأولويات والحلول”، حيث تضيف المؤلفة أنّ التحديات السياسية والميدانية تؤثر في صياغة المشاريع الإعلاميّة وفي كيفيّة تمويلها.
ومن خلال هذه الدراسة التّي تنقسم إلى ستّ أجزاء، سعت الكاتبة إلى تحديد التحديات التي تواجه الأفراد خلال عمليّة تطوير الإعلام بمنطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط وتنفيذها للمشاريع الممولة من قبل المانحين الدوليين. وفي الأثناء، تؤكد الدراسة أنّ “الضعف في الاتصال والتنسيق بين الجهات المانحة والمجموعات المنفذة له تأثير كبير على نتائج التدخلات وبناء القدرات”.
أمّا عن أجزاء هذه الدراسة، فهي كالآتي :
**الجزء الأول : تقديم للعناصر الأساسية التّي تكوّن المشهد الإعلامي في منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط بما في ذلك الهياكل والمالكين، الإذاعات والقنوات التلفزية الوطنية، المنصات الرقمية ،الخ ،
**الجزء الثاني : تقديم لبعض المعلومات الأساسيّة عن مجتمع المانحين الناشط في المنطقة وعن طريقة تقسيم التمويلات ،
**الجزء الثالث: تقديم للأولويات الرئيسية للعاملين على تطوير وسائل الإعلام في منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسّط ،
**الجزء الرابع: تقديم للمشاريع الحاليّة المموّلة من قبل مجموعة من المانحين في منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط ،
**الجزء الخامس:تقديم للعمليّات المصاحبة لمشاريع تطوير وسائل الإعلام المموّلة من قبل مجموعة من المانحين في منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط، مع الإشارة إلى التحديّات التي تواجه الفاعلين ،
**الجزء السادس: تقديم لتوصيات أصحاب القرار وواضعي السياسات الإعلاميّة.
وخلصت الدراسة إلى ستّ توصيات وهي التالية:
1.ضرورة تركيز المانحين على التنسيق فيما بينهم وبين المنفذين، ممّا من شأنه أن يدعم التفكير الاستراتيجي مع الجهات المانحة والمؤسسات المنفذة.
2.ضرورة معالجة مسألة توازن الأولويات بين الجهات المانحة والاحتياجات الفعلية للمستفيدين.
3.ضروة تحلي المانحين بالواقعيّة بشأن ما يمكن تحقيقه على المدى القصير والمتوسط حيث أنّ بعض المشاريع يصعب تحقيقها بين ليلة وضحاها.
4.ضرورة التركيز على الاستشارات الموجهة كوسيلة أنجع لمعالجة الواقع الإعلامي عوضا عن العدد اللامتناهي من المؤتمرات.
5.ضرورة تماشي مشاريع تطوير الإعلام لبلدان جنوب البحر الأبيض المتوسط مع واقعها عوضا عن الترويج لحلول الولايات المتحدة أو أوروبا الغربيّة التي تعتبر “حلولا غير مقبولة ثقافيا وغير مستديمة”
6.ضروة تكثيف الجهود من أجل تطوير التنسيق على المستوى الوطني ممّا يمكن من تشارك المعرفة وتقاسم أفضل الممارسات.
تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الدراسة هي من إنتاج مشروع ميدان وبدعم من الاتحاد الأوروبي. وهي نتاج سلسلة من اللقاءات التي جمعت بين العديد من المنظمات العاملة في المنطقة العربيّة على غرار المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلاميّة ومنتدى الإعلام المغاربي ومؤسسة طمسون رويترز وسكايز ميديا و دعم الإعلام الدولية و مركز الخليج لحقوق الإنسان ومنظمة الصحافة حرّة غير محدودة FPU وبرنامج تنمية وسائل الإعلام المصرية وجريدة إنكفادا وأكادمية الموجة الألمانيّة ومنظمة إعلاميون من أجل صحافة استقصائيّة عربية ARIJ، إلخ.
وسوم: Med Media • البحر الأبيض المتوسط • تطوير وسائل الإعلام