دراسة تجريبية
نشر معهد آيرش بروست للصّحافة الدّولية (الجامعة التقنية بدورتموند ألمانيا)، دراسة تجريبية حول مساءلة وسائل الإعلام في 9 بلدان من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهي تونس والعراق والأردن والمغرب ومصر وسوريا ولبنان وليبيا والجزائر.
اعتمدت الدّراسة المتاحة باللّغتين العربية والإنكليزية، على نتائج حوالي مائة مقابلة نوعية مع خبراء محليّين. تُقدّم الدّراسة لمحة عامّة عن أدوات المساءلة الإعلامية مثل هيئات ومجالس الصّحافة والإعلام، والمدوّنات الأخلاقية، والموفّقون الإعلاميون/أمناء المظالم، والنّقد الإعلامي عبر وسائل التّواصل الاجتماعي… وتناقش بشكل نقديّ مدى حضورها وفعاليّتها ودورها المحتمل في الأنظمة المقيّدة لحريّة الإعلام.
مؤتمرعبر الانترت
نظّم معهد آيرش بروست (جامعة دورتموند التقنية) بالتّعاون مع مؤسّسة سمير قصير ومرصد الإعلام في شمال إفريقيا والشرق الأوسط ومركز تطوير وسائل الإعلام بتونس وفيليب مدانات للاستشارات، بين 23 و25 فبراير/شباط 2021، سلسلة من النقاشات رفيعة المستوى عبر الانترنت، حول مخرجات الدراسة التجريبية والتي حضرها حوالي 300 مشارك من منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
أظهرت نتائج الدّراسة التجريبية “مساءلة وسائل الإعلام في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا” الحضور المحدود لأدوات المساءلة الإعلامية في المنطقة. إذ أنّ حرية الإعلام و حرية التعبير في العديد من هذه البلدان تكون مقيّدة من مختلف الجهات السّياسية والاقتصادية والدّينية والاجتماعيّة وغيرها. غير أنّ العصر الرّقمي فتح المجال أمام منتديات جديدة للنقد الإعلامي عبر الانترنت. ولخّص المدير التّنفيذي لمؤسسة سمير قصير في لبنان أيمن مهنّا نتائج الدّراسة في قوله “لم يمنح المجيبون على الاستبيان من كلّ دولة ثقة كبيرة بأدوات المساءلة الإعلامية التقليدية. وتبيّن أنّ وسائل التواصل الاجتماعي هي الأداة المفضّلة لمساءلة الإعلام في المنطقة – بما في ذلك دول مثل ليبيا التي تفتقر إلى معظم آليّات المساءلة الإعلامية. بشكل عام، تمّ تحديد النّقص الحاد في الاستدامة الماليّة للمؤسسات الإعلامية على أنّه التّحدي الرّئيسي لتحقيق المساءلة الإعلامية في المنطقة وتمّ التّأكيد على مسألة سلامة الصحفيين وحمايتهم باعتبارها عائقا وتهديدا رئيسيا لمساءلة وسائل الإعلام الخاصّة في البلدان التي تعاني ولفترة طويلة من النزاعات المسلحة مثل سوريا والعراق وليبيا. كما تمّ التّأكيد على التربية الإعلامية كأداة أساسية لتحقيق الحدّ الأدنى من مساءلة وسائل الإعلام”. أكّد عدد من الفاعلين في مجال الإعلام، ومنهم صّحفيون وجمعيّات الصّحفيين وأصحاب وسائل الإعلام والمنظّمات الإعلامية غير الحكومية وأساتذة الصحافة والإعلام، في نقاشات مشتركة على التحدّيات القائمة في المنطقة المتعلّقة بالمساءلة الإعلامية، مثل أوجه القصور في المحتوى الإعلامي وغياب حضور الجمهور في تصحيح هذا المحتوى ونقص التّدريب على المساءلة الإعلامية في الجامعات وضرورة تعزيز التثقيف الإعلامي بين الفئات المهمّشة وغياب تجريم التّشهير.
شدّد المشاركون في اللّقاءات عبر الانترنت على الدّور الأكثر استقلالية الذي يمكن أن تلعبه الجامعات، إذ بإمكانها أن تصبح شريكا ذا فعاليّة أكثر من خلال القيام برصد وسائل الإعلام بما هي آليّة من آليّات المساءلة الإعلامية. وعبّروا عن ضرورة إنشاء شبكة مستقلّة من الباحثين من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والحاجة إلى تعزيز الثقافة الإعلامية لدى الجمهور.
لتحميل الدراسة
لتنزيل و مشاهدة فيديو المؤتمر