على الرغم من بلوغ نسبة التصويت في انتخابات المجلس الوطني للصحافة في المغرب الـ43.3 في المئة من الصحفيين حسب ما أعلنته لجنة الإشراف على عملية انتخاب ممثلي الصحافيين المهنيين وناشري الصحف بالمجلس الوطني للصحافة، إلا أن انسحاب لائحتين من أصل ثلاثة مترشحة لعضوية المجلس قد أثار الكثير من الجدل حول مدى شفافية عملية الانتخابات. جدل أثاره انسحاب لائحة “التغيير” التي يترأسها الصحفي والرئيس السابق لوكالة الأنباء المغرب العربي علي بوزردة ولائحة “الوفاء والمسؤولية” التي يتراسها عبد الصمد بن شريف. وقد صرح علي بوزردة في السياق أن “النتائج التي أعلن عنها في الانتخابات هي نتائج مغلوطة” وذلك أثناء حوار بثته قناة فرانس 24 جمع بوزردة بعدد من الصحفيين للتحاور حول الموضوع.
لائحتي “التغيير” و”الوفاء والمسؤولية” أعلنتا في آخر يوم قبل موعد الاقتراع انسحابهما من المنافسة ومقاطعتهما الانتخابات، منتقدين اعتماد نمط الاقتراع باللائحة المغلقة، الذين اعتبراه “آلية غير ديمقراطية” وذلك أثناء ندوة صحفية قام بها رئيسا اللائحتين بعد إرسال بلاغ الانسحاب إلى اللجنة المشرفة.
وأشار علي بوزردة وعبد الصمد بن شريف إلى أن الاقتراع باللائحة المغلقة يجعل النتائج محسومة مسبقا لصالح اللائحة المدعومة من طرف النقابة الوطنية للصحافة المغربية، كما انتقدا “عدم ضبط لوائح الكتلة الناخبة وإقصاء مجموعة من الصحافيات والصحافيين باعتماد التصويت بالبطاقة المهنية للصحافة لسنة 2017، على الرغم من أن الانتخابات تجرى سنة 2018″، إضافة إلى “عدم تكافؤ الفرص المادية والمعنوية بين اللوائح المتنافسة في هذا الاستحقاق”.
يأتي ذلك في ظل انتقادات مكثفة موجهة من قبل الصحفيين المغاربة إلى النقابة الوطنية للصحفيين بالمغرب وذلك بالتأكيد على أن لونا سياسيا بعينه هو المسيطر على توجهات النقابة. وفي السياق، تقول الصحفية المغربية المقيمة بباريس فتحية أعور في مداخلة لها ضمن برنامج منتدى الصحافة على قناة فرانس 24 “هناك هيمنة سياسية على النقابة الوطنية للصحافة، نبحث عن استقلالية الصحافة من قبضة التوجهات الحزبية خاصة حزب الاتحاد الإشتراكي”، ومن المعروف أن حزب الاتحاد الاشتراكي قريب جدا من المؤسسة الملكية المغربية، لذلك تعلق فتحية قائلة “إن تدخل السلطة واضح في هذه الانتخابات”.
وطالبت اللائحتان من لجنة الإشراف عن الانتخابات سحب لائحتها من جميع مكاتب التصويت، ومن الأوراق المعدة للتصويت، الشيء الذي تعذر على اللجنة فعله قبل ساعات من موعد الاقتراع. وطالبت اللائحتان في بيان لاحق من اللجنة المشرفة على الانتخابات اعتبار كل الأصوات التي سيدلى بها لصالحهما لاغية، وقد أحرزت لائحة بوزردة على 19 صوتا فيما حصلت لائحة بن الشريف على 18 صوتا بينما ظفرت اللائحة التي تدعمها نقابة الصحفيين بـ918 صوت.
وبالإضافة إلى اللائحتين، أعلن عدد من الصحافيين العاملين بوكالة المغرب العربي للأنباء (الوكالة الرسمية في المغرب) مقاطعتهم انتخابات المجلس الوطني للصحافة، تعبيرا عن احتجاجهم على إقصاء صحافيي الوكالة العاملين بالخارج من التصويت، وانتقادهم تشكيلة لجنة الإشراف على الانتخابات، التي اعتبروها غير محايدة. وقدم صحافيو الوكالة دعوى استعجالية أمام القضاء الإداري بالرباط للطعن في عملية انتخاب أعضاء المجلس الوطني للصحافة.
يعتبر المجلس الوطني للصحافة في المغرب أحد الخطوات العملية التي أعلن عنها دستور 2011 في المغرب. ومن الناحية النظرية، يناط بعهدة هذا المجلس عدد من المهام وهي:
- حماية حرية الصحافة وتطوريها
- الارتقاء بقطاع الصحافة
- منح البطاقة المهنية
- الوساطة والتحكيم بين العاملين في القطاع
- النظر في القضايا التأديبية
كما يتكون المجلس الوطني للصحافة في المغرب من 21 عضوا مقسمين كالآتي:
- 7 صحفيين مهنيين
- 7 من ناشري الصحف
- عضو من المجلس الأعلى للسلطة القضائية
- عضو من المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية
- عضو من المجلس الوطني لحقوق الإنسان
- عضو من هيئة المحامين المغربية
- عضو من اتحاد كتاب المغرب
- ناشر سابق تختاره هيئة الناشرين الأكثر تمثيلية
وسوم: أخلاقيات المهنة • إعلام • السلطة • الصحافة • العالم العربيّ • المرصد العربي للصحافة • المغرب • حرية الصحافة • رقابة • صحافة • مجلس الصحافة • وسائل الإعلام