ينشر 76٪ من مستخدمي الإنترنت في 22 بلدا عربيا معطيات شخصيّة بمواقع الميديا الاجتماعيّة، ممّا يجعل من هذه المنصات الرقمية الجديدة قاعدة بيانات ضخمة وفقا للتقرير السابع “حول الإعلام الرقمي في العالم العربي”. ويشكّل هذا التقرير السنوي الذي تصدره كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية في دولة الإمارات العربية المتحدة ثمرة برنامج الحوكمة والابتكار بإشراف الأستاذ فادي سالم.
وتضمّن هذا التقرير الذي جاء تحت عنوان “نحو ضبط سياسات متمحورة حول المعطيات التي تعتمد على البيانات في العالم العربي: الطاقات الكامنة، الحدود والمشاغل”، تقييما لمختلف جوانب التحول الرقمي بـ 22 دولة عربيّة. ويهدف إلى فهم تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والتنمية والحكم في العالم العربي. وقد تمت دراسة أربع مواقع بالميديا الاجتماعية : الفايسبوك والتويتروالينكدين الأنستغرام.
ونقدّم فيما يلي أهمّ الأفكار الواردة بهذا التقرير.
الميديا الاجتماعية: تحليل المعطيات والذكاء الاصطناعي
لعبت وسائل التواصل الاجتماعي خلال السنوات الأخيرة دورا مؤثرا في عصر ما يعرف بـ “عصر ما بعد الحقيقة” صلب المناخات السياسيّة، إذ نذكر على سبيل المثال، دور “الروبوات” لوسائل التواصل الاجتماعي في التأثير على الرأي العام على الصعيدين الدولي والوطني. ويتعلّق الأمر بتطبيقة خفية، مدمجة بنافذة الدردشة. وتعمل هذه الخدمة مع الذكاء الاصطناعي الذي بالإمكان أن يكون مستقرا أو متكيّفا.
هذه “الروبوات” تعتمد كثيرا على تحليل البيانات الكبرى والذكاء الاصطناعي وخوارزميات تعلم الآلة (algorithmes)، ليس فقط في جمع آراء ومشاعر الجمهور ودمجها ، ولكن أيضا من خلال التأثير على آراء الجمهور وقراراته وسلوكه.
وارتبطت أنشطة الميديا الاجتماعيّة أيضا بكمّ هائل من المعلومات الخاطئة التي تلاعبت بتمثلّات الجمهور ومعتقداته على نطاق واسع. وشكّل الفايسبوك سنة 2016 على سبيل المثال الوسيلة الحيوية للتواصل الاجتماعي حيث ترعرعت فيه الأخبار الكاذبة المؤثرة للغاية، والتي اخترقت الرأي العامّ في الولايات المتحدة وأوروبا. وهو ما أثّر في قرارات السياسة العالمية وكذلك في النظام الدولي.
ووفقا لهذا التقرير، فإنّه تمّ أيضا استخدام تويتر في بداية عام 2017، كأداة مؤّثرة في الحوكمة على مستوى أعلى خطّة عمومية في الولايات المتحدة وخارجها. وبالتالي تمّ تجاوز وسائل الإعلام التقليدية من قبل المستخدمين، ممّ أسفر عن اندلاع أزمات على مستوى السياسة الخارجية وفي الاتصال السياسي، وعدم استقرار مراحل ضبط إستراتيجيات السياسية.
الحكومات العربية في عصر قواعد البيانات والمصادر المتاحة
ولئن اقتصرت هذه الدراسة على الميديا الاجتماعيّة وإنترنت الأشياء (oIT)، فإنّ مصادر قواعد البيانات هي في الواقع كثيرة ، وتتمثّل في المعلومات الحكومية المتاحة وفي المعاملات المالية وفي المعطيات الجغرافضائية والبيانات المجتمعية المتعلّقة “بنمط العيش” وبيانات الميديا الاجتماعيّة، والبيانات من آلة إلى آلة وبيانات الاستشعار وبيانات نظم السلامة.
تتوفر في المنطقة العربية العديد من التجارب والتطبيقات حيث تتاح المعطيات المستخرجة من الميديا الاجتماعيّة والإنترنت لفائدة الحكومات لتتفاعل معها و تؤثر بالفعل في وضع السياسات، بوصفها مصادر مهمّة للمعلومات.
ويستخلص من هذه الدراسة ما يلي:
15 ٪ ممن شملهم الاستطلاع أقرّوا بتقديم معلومات كاذبة بالميديا الاجتماعيّة. بينهم 10 ٪ يفعلون ذلك على منصة واحدة، في حين يقوم 5٪ بتوفير مثل هذه المعلومات على منصات متعددة. البعض لا يعلنون عن أسمائهم الحقيقية وسنّهم وجنسهم، أو مدنهم أو وضعيتهم العاطفية أو غيرها. في المقابل 76٪ من المستجوبين يقدمون معطيات شخصيّة بالميديا الاجتماعيّة.
حوالي 44٪ من المشاركين في الاستطلاع صرحوا أنّهم قد أغلقوا أو تخلوا على حساب واحد على الأقل بالميديا الاجتماعيّة في عام 2016.
ثلث المستطلعين يعطلّون خدمة “تحديد الموقع” عند الاتصال بالميديا الاجتماعيّة.
حوالي 40٪ من المستجوبين يفعّلون خدمة “تحديد الموقع” لفائدة البعض من منصات الميديا الاجتماعيّة. واحد من كل خمسة سمح عمدا لخدمة “تحديد الموقع” على وسائل التواصل الاجتماعي.
46٪ من المشاركين في الاستطلاع لديهم حسابات متعددة بالميديا الاجتماعيّة أو واحد على الأقل. ويمكن تفسير ذلك من قبل المؤلف، بالإطار السياسي والثقافي.
34٪ لديهم بالفعل أكثر من حساب بالفاسبوك، 18٪ لديهم أكثر من حساب واحد على Google+ و 10٪ Instagram و 5٪ على LinkedIn.
ملاحظة: نشر هذا المقال بالموقع الفرنسي المرصد العربي للصحافة وتمّ ترجمته من قبل الحبيب بن سعيد
حقوق الصورة@FrenchiOT
وسوم: بيانات • جمهور • كلية بن راشد للحوكمة الادارية • معطيات • ميديا اجتماعية • نهى بلعيد