تضطلع وسائل الاعلام الجماهيري بعدة أدوار داخل المجتمع وترنو إلى تحقيق أهداف عديدة ومختلفة. فالصحافة المطبوعة والآلتكرونيّة والإذاعة والتلفزيون تقوم بالترفيه عن الجماهير وتسليته وتلعب دور الرقيب على جميع مؤسسات الدولة والإدارات والجمعيات بجميع أشكالها ولها كذلك دور توثيقي، فهي المرجع الأساسي لكل مؤرخ وباحث باعتبار، أنها تقوم بجمع وحفظ كل المعلومات والمعطيات والحيثيات الخاصة بكل ما يحدث داخل المجتمعات. وهي ذاكرة حيّة وشاهد على العصر.
إنّ أهداف وأدوار وسائل الاعلام الجماهيري عديدة ومتنوعة ولكن تبقي مهمتها الأساسية هي الإخبار وإعلام الافراد والجماعات والمؤسسات بكل ما يحدث حولهم بصفة دوريّة وآنيّة ومتواصلة. فالقارئ يقتني الصحيفة أو المجلة للبحث عن الاخبار الجديدة والوقائع الحديثة والمستمع ينصت إلى الراديو أساسا للحصول على المعلومات وكذلك الشأن لمشاهدي التلفزيون والمبحرين على الآنترنت.
فمنذ بداياتها اختصّت الصحافة في نشر الاخبار بكل أنواعها: السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتجارية والثقافية وتدعّم هذا المنحى والدور بتطوّر وسائل الطباعة بعد آختراع الالة الطابعة من قبل العالم الالماني غوتنبرغ Gutenberg الذي قام بتشغيلها عام 1436م فظهرت وتطورت بفضل هذا الاختراع, الصحافة الورقية المطبوعة وانتشرت في كافة أنحاء المعمورة.
ويتمثل عمل ونشاط الصحفي المخبر في جمع الأخبار باعتماد المصادر المتوفّرة أو من خلال العمل الميداني والبحث والاستقصاء ثم ترتيبها باعتماد تقنيّات ومهارات تحرير الخبر الصحفي ليتم نشرها في شكل مقالات بالنسبة للصحف والمجلات والمواقع الإخباريّة الآلكترونيّة ونشرات إخباريّة بالنسبة للإذاعة والتلفزيون. وأمام استحالة نشر كل الأخبار والوقائع والأحداث يقوم الصحفي المخبر بانتقاء المادة التي يراها صالحة للنشر بإعتماد مجموعة من المعايير والشروط والقيم الخبرية.
وتختلف أساليب التحرير الصحفي باختلاف نوعية الوسيلة المعتمده لنشر أو بث الأخبار بإعتبار أنّ كل وسيلة لها خصوصياتها التي تميّزها عن الوسائل الأخرى. فالصحافة المطبوعة, تسمح بنشر كمّ هائل من الأخبار على صفحات كبيرة الحجم, تمكّن الصحفي من الشرح والتحليل والتفسير، وهو ما لا يتوفّر في الصحافة المسموعة التي تعتمد أساسا الاختصار والدقّة والسرعة في المضامين الاخباريّة التي تبثّها، في حين تكمّل الصورة الأخبار التلفزيونية مما يجعل الأسلوب المعتمد في تحريرها يختلف كليّا عن أسلوب الأخبار الاذاعيّة التي لا تصاحبها صور، وهو ما يجعل الأسلوب الوصفي هو الخيار الأنسب لتحرير الاخبار ونقل المعلومات إلى المستمعين، إلاّ أنه رغم التطور التكنولوجي الذي تعيشه هذه الوسائل وتمتّع كل وسيلة بميزات خاصّة بها, لا يزال تحرير المضامين الإخبارية يخضع لنفس القواعد ويعتمد نفس التقنيات التي شكلت ولا تزال أساسيات التحرير الصحفي الاخباري.
في هذا الكتاب، حاولنا إنطلاقا من خصوصيات الكتابة الصحفية الإخبارية التي تختلف إختلافا كليا عن الكتابة الأدبية والإنشائية وبعد تعريف الخبر الصحفي ومصادره وأنواعه، فك رموز التحرير الصحفي الاخباري وشرح تقنياته وأساسياته، التي يعتمدها كل الصحفيون مهما إختلفت الوسائل الإعلامية التي يمارسون فيها عملهم ثم تخصيص فصل لكل وسيلة نبين فيه خصوصياتها وكيفية توظيف تقنيات التحرير الصحفي الإخباري لإعداد وكتابة المضامين الإخبارية التي تنشرها أو تبثها.
هذا الكتاب مبسط وثري ومدعم بعديد الأمثلة، وهو موجّه أساسا إلى أساتذة وطلاب أقسام وكليات الصحافة والإعلام. وينقسم إلى ستّ فصول، كالآتي :
الفصل الأول : الكتابة الصحفية: ميزاتها وأشكالها
الفصل الثاني : الخبر الصحفي: مفهومه، عناصره، مصادره وأنواعه
الفصل الثالث : الكتابة الصحفية الإخبارية
الفصل الرابع بناء المقال الصحفي الاخباري
الفصل الخامس: صحافة الوكالة
الفصل السادس: كتابة الأخبار للإذاعة والتلفزيون
الفصل السابع: الكتابة الإخباريّة الالكترونيّة
وسوم: الصحافة المكتوبة • تقنيات الكتابة الصحفيّة • صحافة