ساهمت ثورة فبراير 2011 في ارتفاع عدد الصحف الورقية اليومية والإلكترونية باليمن حيث بلغ عدد المواقع الإخبارية أكثر من 50 موقع إخباريّ. لكن مع انتشار أزمة الصحافة الورقيّة بالعالم العربي، أصبح من الصعب ضمان استمرارية أي جريدة ورقية على غرار توقف صدور صحيفة السفير اللبنانية.
وهو ما دفع الدكتور عبد الملك الدناني، أستاذ الاتصال بكلية الإمارات للتكنولوجيا بأبو ظبي في بحث نشر بالعدد 32 من مجلة الباحث الإعلامي، تحت عنوان “مقروئية الصحف الورقية في ظل منافسة الصحافة الإلكترونية”، إلى النظر في أوليات الجمهور اليمني وإلى التعرف على مدى درجة اهتمامه بالصحف اليمنية الورقية منها والالكترونيّة.
وللإجابة عن ذلك، عمد الباحث إلى نشر استبيان. وقد شملت عينة البحث التي اختيرت بطريقة قصدية، مجموعة مؤلفة من 300 مثقف يمني، من صنعاء وعدن وتعز. وهم من قراء الصحف اليمنية (الحكومية والأهلية والحزبية) الناطقة باللغة العربيّة. وتناول البحث عشر صحف ورقية (الأيام والأولى وأخبار اليوم واليمن اليوم والشارع والمصدر وعدن الغد ومآرب برس والأمناء وصدى المسيرة) وخمسة عشر صحيفة الكترونية (الاشتراكي نت والمؤتمر نت والثورة نت والجمهورية نت والوحدوي نت وسبتمبر نت ومأرب برس والمصدر أونلاين ونبأ نيوز والتغيير نت والصحو نت والسبأ نت وعدن الغد وهنا عدن والرأي برس).
مقروئية الصحف الورقية والالكترونية اليمنيّة
أكدت نتائج الدراسة أنّ :
- نسبة 32 % من عينة الدراسة تهتم بقراءة الصحف الورقية اليومية بشكل مستمر
- نسبة 37 % من عينة الدراسة تهتم بتصفح مواقع الصحافة الإلكترونية بشكل مستمر.
- نسبة 37 % من عينة الدراسة تهتم بتصفح مواقع الصحافة الإلكترونية بشكل مستمر.
- نسبة 7% من عينة الدارسة لا تهتم بقراءة الصحف الورقية اليومية ولا تتصفح مواقع الصحافة الإلكترونية بأي شكل من الاشكال
فيما يتعلّق بنوعية الصحف الورقية اليومية التي يفضل الجمهور قراءتها، نشير الدراسة إلى أنّ:
- نسبة 33 % من عينة الدراسة يفضلون قراءة الصحف الحكومية الرسمية بشكل مستمر.
- نسبة 41 % من عينة الدراسة يفضلون قراءة الصحف الأهلية بشكل مستمر.
- نسبة 26 % من عينة الدراسة يفضلون قراءة الصحف الحزبية بشكل مستمر.
- نسبة 9 % من مجموع عينة الدراسة لا يفضلون قراءة الصحف اليومية الحكومية ولا الصحف اليومية الأهلية ولا الصحف اليومية الحزبية.
أما فيما يخص الصحف الالكترونية، فقد أكدت الدراسة أنّ :
- نسبة 27 % من عينة الدراسة يحرصون على تصفح المواقع الإلكترونية الحكومية بشكل مستمر.
- نسبة 49 % من عينة الدراسة يحرصون على تصفح المواقع الإلكترونية الأهلية بشكل مستمر.
- نسبة 24 % من عينة الدراسة يحرصون على تصفح المواقع الإلكترونية الحزبية بشكل مستمر.
- نسبة 5% من مجموع عينة الدراسة لا يتصفحون أيّ من المواقع الإلكترونية الحكومية أو الأهلية أو الحزبية.
اهتمامات قرّاء الصحف اليمنية
سعى الباحث من خلال هذه الورقة العلميّة إلى تقديم لمحة عن المشهد الإعلامي اليمني حسب مقروئية صحفه. وقد أكدت نتائج الدراسة أنّ الصحف الورقية اليومية الأهلية تأتي في مقدمة الصحف التي تفضل عينة الدراسة قراءتها باستمرار لاسيّما صحيفة “مأرب برس” بنسبة 11% وصحيفة “المصدر” بنسبة 10% وصحيفة “الشارع” وصحيفة “الأيام” وصحيفة ” الأولى” بنسب 9 %. ويفسر ذلك بسبب ” الزيادة العددية للصحف الأهلية اليومية، ومؤشر المهنية ومساحة حرية التعبير عن الرأي “. فيما جاء ترتيب مقروئية الصحف الورقية اليومية الحكومية بعد الصحف الأهلية على النحو الاتي: صحيفة “الثورة” بنسبة 8 % وصحيفة “الجمهورية” بنسبة 7% وصحيفة ” 14 أكتوبر” بنسبة 5%. فيما تهتمّ نسبة 12 % من العينة بالصحف الأهلية والحزبية على غرار صحف” اليمن اليوم” و”عدن الغد” و “الأمناء” و “صدى المسيرة”.
فيما احتلت المواقع الإلكترونية الأهلية والحزبية مقدمة المواقع من حيث تفضيل تصفحها ومتابعتها بشكل مستمر وتسلسل نسبها على النحو الاتي: “المصدر أونلاين” بنسبة 12% و “مأرب برس ” بنسبة 11 % و”التغيير نت ” بنسبة 10 % و”هنا عدن” بنسبة 9 %. واحتلت المواقع الحكومية المرتبة الثالثة.
ويفضل 36 % من عينة الدراسة تصفح المواقع الإخبارية فيما يفضل 29 % متابعة ما ينشر بشبكات التواصل الاجتماعي. وقد اعتادت 13 % من العيّنة على تصفح مواقع الصحف الورقية واكتفت نسبة 8 % بالاستماع إلى البث الإذاعي من خلال مواقع المحطات الإذاعية و 5 % بمشاهدة القنوات التلفزيونية.
وتتعدّد اهتمامات قرّاء الصحف اليمنية ما بين الأخبار المحلية والعالميّة والربورتاج والتحقيق. وقد أكدت هذه الدراسة أنّ الجمهور اليمني يولي أهمية قصوى للأخبار المحلية ثمّ المقابلات والتحقيقات. وتأتي الأخبار العالمية في المرتبة الخامسة.
ورغم تطور الصحافة الالكترونية باليمن، إلا أنّ الصحف الورقية مازالت تستقطب جمهورا واسعا لأسباب عدّة لعلّ أبرزها:
- صعوبة استخدامها من جهة كافة افراد المجتمع
- غياب التكاليف الماديّة والتجهيزات التقنية الضروريّة
- ضعف تأهيل الصحفيين العاملين في الصحافة الإلكترونية
- غياب أخلاقيات المهنة في الصحافة الالكترونيّة
- سيطرة أساليب الدعاية السياسية والإثارة على مضمون الصحافة الالكترونية
حقوق الصورة @العرب
وسوم: أزمة الصحف الورقية • الصحافة اليمنية • صحف ورقية • مقروئية الصحف • يمن