ترتيب المواقع الإلكترونية في الجزائر والمغرب وتونس له دلالات كبيرة للغاية فمن خلاله يتم رصد اهتمامات رواد المواقع التي تساهم في معرفة استعمالات الانترنيت وتحديد ميولا ت رواد الشبكة الافتراضية.
يكشف ترتيب خمس مواقع الأولى في البلدان المغاربية الثلاثة عن مفارقة تتمثل في اختلاف عادات الإقبال رغم التشابه الثقافي والقرب الجغرافي.
بالنسبة لرواد الواب في الجزائر كانت الاهتمامات مركزة أساسا على خدمات البيع والشراء، فالانترنيت أصبحت وسيلة لعرض منتجات تجاوزت تقديم الخدمات أو نشر المعلومات إلى التعريف بالسلع و لعب دور السوق الكبرى المفتوحة على كل المجالات وأمام كل الفئات.
أما بالنسبة لتونس والمغرب فتتصدر المواقع الإخبارية قائمة الترتيب وحسب موقع أليكسا (Alexa) الإلكتروني http://www.alexa.com التابع لشركة أمازون Amazon المختص في رصد الإقبال على المواقع في شبكة الإنترنت وعملها وتحديد أكثر المواقع شعبية بصفة عامة، يتقاسم الخمس مراتب الأولى في العالم على التوالي:
1- قوقل (Google)
2- يوتوب (Youtube)
3- فيسبوك Facebook
4- بايدو Baidu
5- الموسوعة الحرة وكيبيديا Wikipedia
لكن يختلف الأمر بالنسبة لدول المغرب العربي. في الجزائر يحتل موقع يوتوب المرتبة الأولى والمرتبة الثانية والثالثة لصالح محرك البحث قوقل (Google) بنسختيه العالمية والمحلية والمرتبة الرابعة لموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أما المرتبة الخامسة فكانت لصالح الموقع الإلكتروني الجزائري واد كنيس https://www.ouedkniss.com/accueil/index_pub.php الذي يحتل صدارة المواقع الجزائرية والمخصص للبيع والشراء على الواب.
في المغرب تسيطر الأخبار على اهتمامات رواد المواقع الإلكترونية فالمركز الثالث والرابع كان لصالح موقع الجريدة الإلكترونية “هيسبريس” http://www.hespress.com/ وموقع “شوف تي في” الإخباري http://chouftv.ma/ متقدمين بذلك على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك (المرتبة الخامسة).
في تونس كانت المراتب الأربعة الأولى لصالح محرك البحث قوقل (Google) بنسختيه التونسية والعالمية ثم مواقع التواصل الاجتماعي يوتوب وفايسبوك وفي المرتبة الخامسة موقع واب اللإذاعة الخاصة “موزاييك إف إم ” http://www.mosaiquefm.net/ar/.
وهذا يحيلنا على الدراسة الميدانية التي قام بها فرع جامعة Northwestern في قطر بمساهمة معهد الفيلم بالدوحة ونشرت نتائجها في 2016 وتعلقت باستعمال وسائل الإعلام في عدّة دول عربية منها تونس والتي بينت ان نسبة تشارك الفيديوهات في تونس لم تتطوّر بخلاف الدول العربية التي شملتها الدراسة (مصر، تونس، السعودية، لبنان، قطر والإمارات العربية المتحدة) والتي تكشف عن نسب مرتفعة جدا، لكن في المقابل بينت نفس الدراسة أن نسبة تشارك الأخبار اليومية في تونس مرتفعة جدا.
دلالات الترتيب
في الجزائر يعتبر وجود موقع واد كنيس للإعلانات المبوبة في المرتبة الخامسة لأكثر المواقع زيارة ذو دلالات عدّة أولها اسم الموقع الذي يعتبر امتدادا للسوق الشعبية التي كانت تضمّ كلّ البضائع القابلة للبيع من المقتنيات الرخيصة منها والثمينة. وكانت السلطات الجزائرية قررت غلق هذا في عام 2006 غلقها.
وبالتالي فإنّ موقع واد كنيس أصبح بديلا للسوق الشعبية لكن أختلف مجال التعامل من أحد الشوارع الشعبية في ضاحية القبة بالجزائر العاصمة إلى الواقع الافتراضي، ولئن نجح في تطوير ممارسة البيع عبر الانترنيت في الجزائر فان هذه الممارسة لم تجد نفس الإقبال في المغرب فموقع أفيتو (Avito Maroc) للإعلانات المجانية يحتل المرتبة السادسة أما في تونس فيحتل فيها موقع طيارة (tayara.tn) المخصص للبيع والشراء عبر الواب المرتبة الرابعة عشر.
وفي الجزائر يعتبر غياب المواقع الإخبارية عن العشر مراتب الأولى مؤشرا على تواضع انتشار الإعلام الإلكتروني مقارنة بالصحافة الورقية وقد يفسّر ذلك لتـأخّـر انتشار الانترنيت ذو التـدفـق العـالي من جهة واستمرار تأثير وسائل الإعلام التقليدية إضافة إلى استعمالات الانترنيت التي لم تخرج من حيز مشاهدة البرامج التلفزيونية و الاستماع للأغاني وهو ما يفسرّ وجود موقع اليوتوب في المرتبة الأولى.
مع ذلك تشترك كل من تونس الجزائر والمغرب في عدم الإقبال على مواقع الموسوعة الحرة وبايدو رغم أنهما يحتلان في الترتيب العالمي المرتبتين الرابعة والخامسة لكن في تونس والجزائر ترتيب موقع الموسوعة الحرّة (Wikipedia) (10) أما في المغرب (15) بينما نجد غيابا لموقع بايدو Baidu عن المائة مرتبة الأولى في هذه الدول.
اعتمادنا على بيانات موقع أليكسا ليس لأنه الموقع الوحيد الذي يقدم هذه الخدمة بل توجد مواقع أخرى مثل:
http://ak.quantcast.com
http://www.compete.com
http://www.urltrends.com
لكن ميزة موقع أليكسا أن بيناته آنية ويتم تحديثها يوميا كما أنها تتيح المجال أمام الجميع لمعرفة ترتيب المواقع في أي بلد في العالم،كما أن بيانات موقع أليكسا تعدّ مقياسا للمعلنين الذين يبحثون عن منصات إلكترونية لنشر إعلاناتهم.
ورغم أن موقع أليكسا يعتمد على الزيارات دون التحقق من مصدرها (وهي من بين الطرق التي يعتمدها البعض لزيادة في عدد الزيارات لموقع ما لجلب المعلنين) فإننا تثبتنا من أن المواقع الإلكترونية الأولى في كلّ من المغرب والجزائر وتونس لا تعتمد هذه الطريقة وبالتالي فإنها ترتيبها ووجودها في المراتب الأول في موقع أليكسا يعتبر الأقرب للدقة.
حقوق الصورة: موقع أليكسا بتاريخ 18 نوفمبر2016.
وسوم: ألكسا • الجزائر • المغرب • المواقع الالكترونية • تونس
