حين يستهدف تنظيم داعش الإرهابيّ الأطفال والشباب تحت راية «الجهاد الإعلاميّ»

13 August، 2016 • آخر المقالاتأبرز المواضيعالأخلاقيات والجودةالإعلام والسياسة • المحرر(ة)

تنظيم داعش يدرب الأطفال على حمل السلاح

 

كشفت دراسة حول الاستراتجية الإعلاميّة والثقافيّة لتنظيم ”داعش“ الإرهابي، نشرها الدكتور شريف درويش اللبّان، بالعدد الصادر خلال شهر جويلية / يوليو 2016، للمجلة العلمية  Arab Media & Society، التي تصدرها الجامعة الأمريكية بالقاهرة، أنّ الشباب المنتمين لهذا التنظيم، هم الذين يشرفون على الدعاية له على الشبكات الإفتراضيّة باعتبار أنّهم من جيل الانترنت ومواقع التواصل الإجتماعيّ.

وتبيّن الدراسة أنّ تنظيم ”داعش“ الإرهابيّ قد ابتدع لحملاته الدعائيّة مصطلح ”الجهاد الإعلاميّ“ منذ  الظهور الأول لجهازه الدعائي عبر الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي سنة 2012. ويمتلك هذا التنظيم الإمكانيّات الماليّة الضروريّة لتمويل استراتيجيته الإعلاميّة إضافة إلى القدرات والخبرات اللازمة. فقد تمّكن تنظيم ”داعش“ قبل بضعة أشهر، من السيطرة على أحد حسابات موقع ”تويتر“ التابعة لجماعة ”الأنونيموس“، التّي تعدّ من أقوى جماعات القرصنة الالكترونيّة بالعالم.

وخلصت هذه الدراسة إلى أنّ تنظيم ”داعش“ يعتمد على استراتجية محكمة للقيام بالدعاية الإعلاميّة لنشاطاته، من خلال هيكل تنظيمي واضح. فإن غابت وزارة إعلام هذا التنظيم عن أرض الواقع فإنّها قائمة بالعالم الإفتراضي. وقد لوحظ رفض  الجهاديين الإدلاء بحوارات صحفية دون موافقة وزارة إعلام التنظيم. كما يتمّ إجبار سكان المناطق التي يسيطر عليها هذا التنظيم على متابعة وسائله الإعلاميّة دون غيرها.

من جهة أخرى، يعتبر الموقع الروسي VK هو المفضل لدى وزارة الإعلام لتنظيم داعش لأنّه يحميه على حدّ تعبير الباحث من الرقابة الأمريكيّة. كما تتوفر فضاءات إفتراضيّة أخرى لحساب هذا التنظيم، على غرار ”شبكة شموخ الإسلام“ و”منتدى الإعتصام“. ويعتمد التنظيم أيضا على شركات إنتاج وتصوير محترفة لتصوير الفديوهات التي يتمّ ترويجها عبر مواقع التواصل الإجتماعي.

ويعتبر موقع ”الفرقان“ من أولى المواقع التي لجأ إليها هذا التنظيم للإعلام بنشاطاته. كما يصدر التنظيم صحيفة ”دابق“ الناطقة باللغتين العربيّة والانقليزيّة. وإن كان توزيع النسخة الورقية يتمّ على سكان المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم فى سوريا، فإنّه يتمّ إرسال النسخة الإلكترونية عبر البريد الإلكترونى إلى عدد كبير من الأجانب لحثهم على الانضمام لصفوفهم. ويدير التنظيم أيضا إذاعة ”البيان“ التي يقدّم من خلالها رؤيته للدين ولدولة الخلافة.

الشباب والأطفال وسيلة للدعاية الإعلاميّة

يؤكد الباحث من خلال ورقته العلميّة أنّ تنظيم ”داعش“ يعتمد على الوسائل التكنولوجيّة الحديثة لاستقطاب الشباب، باعتبار أنّ هذه الفئة العمريّة أكثر إقبالا على الواب، ممّا يجعل عمليّة التأثير فيها أسهل. فمع تطور مواقع التواصل الاجتماعي كأحد أبرز أدوات الحشد الشعبي خلال مرحلة الثورات العربية، وجد تنظيم ”داعش“ في تلك المواقع لاسيّما ”الفايسبوك“ و”التويتر“ و”اليوتيوب“ وسائل لجذب الشباب للانضمام إليه وتجنيده، وذلك من خلال آلية النشر المتواصل.

كما طوّر التنظيم أدوات جديدة لنشر أفكاره بين الفئات الشبابية المختلفة من بينها إنشاء ألعاب الفيديو والألعاب الإلكترونيّة وتطبيقات الهاتف والأفلام الوثائقية التّي تقدّم العمليات التي يقوم بها التنظيم لاسيّما عمليات إعدام الضحايا.

وتنتهي مرحلة التجنيد الإلكتروني بأن يصبح الشاب مؤيدا لتنظيم ”داعش“ من بلاده فينشر أفكار التنظيم ويعمل على تجنيد غيره من الشباب. وبعد التأكد من ولائه، تسند له قيادة خلية في بلاده أو يسافر للانضمام للتنظيم.

وتطرّق الباحث أيضا إلى إعتماد تنظيم داعش على الأطفال للقيام بالدعاية الإعلاميّة، إذ لا يتوانى هذا التنظيم عن عرض مقاطع فيديو تُظهر أطفالاً خلال مرحلة تدريبهم على القتال. وقد أصبحت المدارس ودور الحضانة في الأراضي التي تقع تحت سيطرته بسوريا والعراق، فضاء يتعلم به الأطفال الإمساك بالسكين لذبح وجَزّ رؤوس الدمى التّي تعد بمثابة الأدوات المدرسيّة.

ومن أبرز الفيديوهات التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تلك التي تظهر فيها إحدى الدمى مرتدية ثياباً برتقالية كتلك التي يرتديها ضحايا داعش قبل إعدامهم، وقد قام أحد الأطفال الذي لا يتجاوز عمره الخمس سنوات بالإمساك بها من شعرها ليقوم بذبحها ووضع رأسها فوق ظهرها، على منوال الجهاديين. كما ورد في فيديو آخر كيف يتمّ تدريب الأطفال على الرماية والذبح وركوب الدبابات واستخدام السكين.

يبدو واضحا وفق هذه الدراسة أنّ تنظيم داعش لا يكتفي بالقوة العسكريّة والاستخباريّة الميدانيّة بل يولي أهميّة كبرى للدعاية الإعلاميّة عبر الإعلام التقليدي أو الانترنت و الميديا الاجتماعية. لذلك يحاول التأثير في الشباب والأطفال. ذلك أنّ عمل  تنظيم “داعش” لا يقتصر على نشر الصور في اتجاه واحد، بل يعمل على فهم حاجات جمهوره ومعرفة ردود أفعاله، أي أّنّ خطابه الإعلامي قائم على مبدأ التفاعل.

رابط الدراسة كاملة

حقوق الصورة: Flicker، موقع L’Express

 

وسوم:

Send this to a friend