الموّفق الإعلامي: الخيط الرفيع بين وسائل الإعلام وجمهورها

22 March، 2017 • آخر المقالاتالأخلاقيات والجودةمقالات قصيرة • المحرر(ة)

mediateur-_large-300x169

الوسيط ما بين الإعلاميين وبين جمهورهم

الموفق الإعلامي أو الوسيط هو من يتولّى القيام صلب المؤسسة الإعلامية بمهمة الوساطة بين الصحفيين أو المنشطين من جهة وجمهور تلك الوسيلة الإعلامية من جهة ثانية. وهي مهنة منقولة عن البلدان الإسكندنافية. ومن أجل تكوين موفقين في وسائل الإعلام التونسية أطلق مشروع “الموفقون في وسائل الإعلام التونسية” بإشراف مرصد الإعلام في شمال إفريقيا والشرق الوسط  Mena Media Monitoring بشراكة مع معهد “إريش بروست Erich Brost Institut” بجامعة دورتموند الألمانية سنة 2014 .

وتؤّكد فاطمة اللواتي عضو المرصد أنّه لم يكن  يوجد بتونس سوى موفق وحيد في 2014  يعمل بالإذاعة الخاصة “موزاييك أف أم”. ويهدف المشروع منذ انطلاقه لتنمية مفهوم مسؤولية المؤسسات الإعلامية على أساس التعديل الذاتي، وكانت الهيئة العليا المستقلّة للإتصال السمعي البصري ” الهايكا” اشترطت تعيين موفق إعلامي صلب كلّ مؤسسة مترشحة للحصول على رخصة بثّ أو التمديد في صلوحية العمل بها.

كما يهدف المشروع إلى تركيز شبكة للموفّقين الإعلاميين في وسائل الإعلام التونسية الأكثر انتشارا وتأثيرا، وأسندت إلى المهنيين في وسائل الإعلام دون غيرهم مسؤولية رصد الإخلالات داخل القطاع الذي ينشطون فيه ومعالجتها، و هو ما من شأنه أن يزيد في رصيد ثقة الرأي العام في مدى قدرتهم على التعامل في كنف المسؤولية مع الواقع الجديد لمناخ الحريات السائد في البلاد على حدّ تعبير فاطمة اللواتي.

كانت البداية إذا في 2014 من خلال تنظيم جلسة نقاش تشاوريه مع ممثلين عن إذاعتي “شمس أف أم” و”إكسبراس أف أم” الخاصتين وعن مؤسستي الإذاعة والتلفزة الوطنيتين… ثمّ وفي صائفة 2015 تلقى فوج أوّل من المشاركين الممثلين لعديد الإذاعات المحلية تكوينا مختصا في مجال ممارسة خطّة الموفّق الإعلامي، وتحوّل هؤلاء في سبتمبر 2016 إلى مدينة دورتموند بألمانيا لمتابعة فعاليات دورة تدريبية صلب معهد “إريش بروست”، وذلك بإشراف مدرّبين يشتغلون بالخصوص في قنوات إذاعية وتلفزية أوروبية في خطّة موفّق إعلامي أمثال “نيكولا جاكوبس وجون بيار كونستانتان” (من مجموعةFrance Médias Monde ).وتلت هذه الدورة التدريبية زيارات ميدانية إلى مقرّات القنوات العمومية لمؤسستي “فرانس تلفيزيون”France télévision  و “إذاعة فرنسا Radio France “.

وعمل الموفقون التونسيون بدورهم عند رجوعهم إلى تونس على تأمين تكوين مماثل لفائدة زملائهم في وسائل الإعلام التي ينشطون فيها، وقد تمكّن هؤلاء في أعقاب سنتين من التكوين والممارسة من بلورة تصوّر واضح المعالم لما يمكن أن تكون عليه خطّة موفق إعلامي صلب مختلف وسائل الإعلام سواء منها المكتوبة أو السمعية البصرية أو الإلكترونية.

وحسب تصريح أدلى به موّفق إذاعة “الرقاب” محمّد الأحمدي فإنّ هيئة تحرير إذاعته تلقّت عديد الشكاوى تندّد في أغلبها بالنقص الملحوظ في الأداء المهني للصحفيين. وعلى إثر تسجيل بعض الشكاوى التي اتضّح أنها بالفعل تستند إلى أخطاء ثبت حصولها، أجرى الأحمدي نقاشا مع الصحفيين المخلّين بواجباتهم المهنية، وتمكّن من إقناعهم إمّا بحذف الأخبار المنشورة في موقع الإذاعة وإمّا بتصحيحها.

و يعتقد الأحمدي أنّ الصحفيين سيكونون أكثر حذرا مستقبلا في مجال الحرص على حماية مصادر معلوماتهم واحترام مقتضيات أخلاقيات المهنة الصحفية.

ويرى موفّق “راديو 6” أيمن الشريقي من جانبه أنّ دعم الروابط بين الصحفيين والجمهور سيمكّن بمرور الوقت تفادي اللجوء إلى رفع قضايا لدى المحاكم ضدّ المؤسسات الإعلامية، وقد عبّر هذا الموّفق الإعلامي عن قناعته تلك في بيان صدر في أعقاب أخر جلسة عمل وتفكير انعقدت بمقرّ المركز الإفريقي لتدريب الصحفيين والاتصاليين (CAPJC) في تونس العاصمة بشراكة مع الهيئة العليا المستقلّة للاتصال السمعي البصري ( الهايكا) وموفقين من القناتين الثانية والثالثة الفرنسيتين العموميتين.

ملاحظة: نشر هذا المقال في مرحلة أولى بالنسخة الفرنسية للمرصد العربي للصحافة وترجم من قبل الحبيب بن سعيد

حقوق الصورة@dossier_familial

 

وسوم:

Send this to a friend